ShareThis

الثلاثاء، يوليو 22، 2014

وصايا الإبحار | الوصية العاشرة : قل عقوبات ولا تقل فتور





الوصية العاشرة: قل عقوبات.. ولا تقل فتور

كثير من الإخوة يستعدون مع أول قدم لهم على بر العيد لدعاوى (الفتور)!

لماذا يتوقع كثير من الناس (الفتور) بعد رمضان؟

نعم، يتوقع ذلك ولو قبل ان يشعر به!!

سؤال :
إذا أقبل العبد على الله تعالى ثلاثين يوماً، فهل من المفترض في هذه الحال أن يطرده الله عن جنابه؟!

هل قال لنا الله عزوجل : إذا تقرب إلي عبدي شبرا طردته من رحمتي ؟!

هل قال لنا الله عزوجل : إذا ذكرني عبدي في نفسه، شغلته بمعصيتي، وصددته عن سبيلي؟!

حاشا، وسبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً!!

بل ربنا غفور شكور، انظر إلى عقيدة أهل الجنة
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }
(فاطر :34)

نعم .. إنا ربنا شكور، يجازي القليل من العمل بالكثير من التوفيق في الدنيا

قال تعالى :{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ} ( الليل:5-7)

هذا في الدنيا..

ثم يبعثهم سبحانه يوم الجزاء :{لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}

(فاطر:30)

ويقال لأهل الجنة يوم الجزاء:{إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} (الإنسان :2-22)

فإذا كان الأمر (دنيا وآخرة)، فهل يسوغ لكسول، او معجب، أو مغرور:

أن يعلل سفول همته بعد رمضان بأنه فتور، ثم لا يرى ذلك عاراً، بل ساغ له أن يظن أنه (فتور طبيعي!).. نتيجة للإقبال على العبادة!!

سبحان الله !!

معجب حتى في فتوره!!

مغرور وهو يعترف أنه لا يصنع شيئاً!!

إنها دعوى كاذبة، جهل بالله، وبطبيعة الطريق إليه، وبسنته في خلقه..

تأمل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ولِكُلِّ شرَّةٍ فترةٌ ، فمَن كانَت فترتُهُ إلى اقتِصادٍ وسُنَّةٍ فلأمٍّ ما هوَ ، ومَن كانَت فترتُهُ إلى المعاصي ، فذلِكَ الهالِكُ" أخرجه الإمام أحمد

إن عقيدة من أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص،

يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية..

فهل معنى هذا أن نرضى بنقص الإيمان ؟

ثم : ما معنى ان ينقص الإيمان؟

حاول أن تتوقع: نقص الإيمان يعني زيادة ماذا ؟

يقول عزوجل:{ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ } [آل عمران:167]

فالشرَّة والفترة واقع، وزيادة الإيمان ونقصانه عقيدة، لكن إذا ترك الإيمان ينقص:

فإلى أين؟

إن مكمن الخطر هنا يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لكل شرِّةٍ فتْرَةٌ, فمن كانت فَتْرُتُهُ إلى اقتصاد

وسُنة,فلأم ماهو, ومن كانت فترته إلى المعاصي , فذلك الهالك"

إذا ضعف الإيمان، فإن المؤمن لا يترك السبيل بالكلية..

إذا قل الأعوان، فإن المحب لا يزال يمسك بطرف الحبل..

وإن مضى رمضان، فإن سبل الجنة لم تغلق دون المشتاق إليها ..

وإن مضى رمضان، فإن طريق النار لم يفتح أمام الفار منها..

وإن مضى رمضان، فإن الشياطين لا سلطان لها على المتقين..

*إذن، فليس المتوقع بحسب سنن الله تعالى وصفاته عزوجل ان الطاعة تؤدي إلى المعصية!

*فبم يُفسَّر الفتور بعد رمضان؟

إنها عقوبات، إن من الناس من يكره الله طاعته والعياذ بالله ..

يقول الله عزوجل: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}

(التوبة:46)

فالله عزوجل عليم بذات الصدور, خبير بالنوايا والخفايا،

يقول سبحانه:{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ } (الأنفال:23)

فابحث عما تجاهلت ان تفقهه، فعاقبك الله بصرف قلبك عنه: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا ۚ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}

(التوبة:127).

ابحث عما رآه الله منك فعاقبك بتيسير العسرى: { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (الليل:8-10).

ابحث عما توليته من دون الله، فعاقبك بالتمادي في توليه من دونه سبحانه:

{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

(النساء:115)

*صححوا هذا المفهوم، إنه متعلق بالعقيدة:لا تنسبوا لله كسلكم...لا تتعللوا بالقدر.

*اصَّلوا هذا الاعتقاد:

-{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (الإسراء:19)

-{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } (التغابن:17)

-إن التفلت من الدين عقوبه، وليس أمراً طبيعياً يُستساغ.

*فدعك من الشكاوى

*لا يقتلك الوهم

*لا تشك الفتور

*لاتنطق هذه الكلمة: عندي فتور

ولكن:

انطلق انطلق..اعمل اعمل..

اثبت.. اسكت.. اقرأ.. اعمل ..اذكر..ادعِ..

صل.. اتلُ.. صم.. قم..تصدق..انصح..صِلْ رحمك ..

ــــــــ

{ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ }
من قواعد الإبحار في رمضان

جعلنا الله وإياكم من عتقاء رمضان ومن المقبولين.

#وصايا_الإبحار


 لا تنس متابعتنا على حسابتنا 
تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
إصعد لأعلى