اذا احببت ان تخشع في صلاتك فاعلم ما هو معنى التشهد في الصلاة ؟
ما هي قصة التشهـّد ؟؟
كثير من المسلمين للأسف يبدؤون صلاتهم بخشوع جميل ... وما هي إلا ثواني حتى يبدأ الشيطان في الوسوسة لهم
ويبدأ الصراع..
حتى يصل المسلم للتشهد الأوسط أو الأخير وقد وقع في شباك الشيطان أو شباك نفسه الأمارة بالسوء والتي تتمنى أن تنتهي تلك الوقفة أمام الله لترتاح .. إلا من رحم ربي.
وفي خضم كل هذا يفقد المسلم لحظات هي (في رأيي) من أحلى لحظات الصلاة .
لحظات أسترجع وأتخيل ذلك الحوار الرائع ..
حوار التشهـّد
يبدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في معيـّة سيدنا جبريل في طريقهما لسدرة المنتهى في رحلة المعراج.
وفي مكان ما .. يقف سيدنا جبريل عليه السلام ....
فيقول له سيدنا محمد ..
أهنا يترك الخليل خليله ؟
قال سيدنا جبريل : لكل منا مقام معلوم .
يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمت اخترقت .. وإذا أنا تقدّمت احترقت
(وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله)
فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى .. واقترب منها ..
ثم قال سيدنا رسول الله : التحيات لله والصلوات الطيبات
رد عليه رب العزة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
قال سيدنا رسول الله : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فقال سيدنا جبريل (وقيل الملائكة المقربون ) : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله.
هل نستشعر في عند قراءة التشهد هذا الحوار الراقي ؟؟
هل نستشعر أن سيدنا رسول الله تذكرنا هناك عند سدرة المنتهى .. حيث مواطن الأنوار والأسرار ... حيث من المستحيل من روعة المكان أن تتذكر الأم وليدها.
ولكنه بحنانه تذكرنا هناك
استشعروا روعة هذه الكلمة
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )
تذكر عباد الله الصالحين الذين نرجو أن نكون منهم ليشملنا سلام سيدنا رسول الله
كم نحبك يا رسول الله
كم نتمنى أن نراك في المنام ولو معاتبا .. المهم أن نكحل أعيننا بطلعتك.
صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله
هل بعد هذا ستقرأ التشهد كما كنت تقرأه سابقا ؟؟
هل بعد ذلك ستصلي على سيدنا رسول الله في الصلاة الإبراهيمية بنفس الفتور ؟؟
هل ستكثر بعد هذا من الصلاة على حبيبك سيدنا محمد ..؟؟
___________________________________________________________
صيغة التشهد الأول : « التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله » (البخاري) .
الشرح :
« التحيات لله » : جمع تحية ، والتحية هي التعظيم ، فكل لفظ يدل على التعظيم فهو تحية فنحن نعظم الله سبحانه ليس لأنه بحاجة إلى ذلك ، ولكن هو أهل للتعظيم فنعظمه لحاجتنا لذلك .
« الصلوات » : أي كل الصلوات فرضها ونفلها ، وكل الأدعية لله سبحانه ، وليست حقّا لأحد سوى الله عز وجل.
« الطيبات » : منها:
أـ ما يتعلق بالله : فالله سبحانه طيب في كل شيء ، في ذاته ، وصفاته ، وأفعاله .
قال صلى الله عليه وسلم « إن الله طيب ... » (مسلم).
ب ـ مايتعلق بأعمال العباد : القولية والفعلية ، له منها الطيب . قال صلى الله عليه وسلم «إن الله طيب لايقبل إلا طيبا » (مسلم).« فإن الطيب لا يليق به الا الطيب ولا يقدم له إلا الطيب » قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ } فاطر: 10.
« السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته » .
السلام : اسم من اسماء الله ، ومعنى سلام الله على الرسول ، أي بالحفظ والعناية .
وأنت بعد أن دعوت للرسول صلى الله عليه وسلم بالسلام ، «دعوت له بالرحمة» ليزول عنه المرهوب ويحصل له المطلوب ، وقولك « بركاته » دعوت للرسول صلى الله عليه وسلم أن يبارك فيه بكثرة أتباعه ، وكثرة عمل أتباعه ، لأن كل عمل صالح يفعله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة . « والبركة » : هي الخير الكثير الثابت .
«السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» وعباد الله الصالحين : هم كل عبد صالح في السماء والأرض ، حي أو ميت ، من الآدميين والملائكة والجن .
وفي هذا الشطر من الحديث : قد دعوت لنفسك ولجميع المؤمنين السابقين منهم واللاحقين فينبغي استحضار هذا حتى يعظم أجرك وتعلو منزلتك .
==============================================
وهذه بعض صيغ التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة :
تشهد ابن مسعود رضي الله عنه : ( التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6265) ومسلم (402) .
تشهد ابن عمر رضي الله عنهما : ( التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود (971) وصححه الألباني.
تشهد عمر قاله على المنبر يعلم الناس : (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ ، الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) رواه مالك (204) وصححه الألباني .
###########################
فائدة : لماذا سمي التشهد ؟
قال الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ : لأن فيه ذكر الشهادتين .
سؤال : إذا أطال الإمام الجلوس في التشهد الأول ، وأنهى المأموم قراءة التشهد الأول ، فماذا يفعل في باقي الوقت ؟
الجواب : قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله « إذا أطال الإمام التشهد الأول فاستمرْ في التشهد حتى لو أكملته فلا حرج ، وكذلك لو أدركت الإمام في الركعتين الأخيرتين فإنه سيطيل التشهد ،لأن التشهد في حقه هو الثاني وفي حقك الأول ، فأتم التشهد ولا حرج، وكمّل التشهد وصل على النبي صلى الله عليه وسلم وبارك على النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر ... أو ادع بما شئت».
« السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته:) » .
لو عجبتكم الفكرة :)
شير في الخير