قبلة في
الطريق
عن أبى اليسر قال: أتتنى امرأة تبتاع تمرا ، فقلت: إن فى البيت تمرا أطيب
منه ،
فدخلت معى فى البيت فأهويت إليها فقبلتها ،
فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له.
قال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا ،
فلم أصبر فأتيت عمر فذكرت ذلك له ، فقال
استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا ،
فلم أصبر فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فذكرت ذلك له ،
حتى تمنى
أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار.
قال: وأطرق رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) طويلا حتى أوحى الله إليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا
من الليل ) إلى قوله ( ذكرى للذاكرين ).
قال أبو اليسر فأتيته فقرأها على رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال أصحابه يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة
قال: « بل للناس عامة ».
رحمته بالعصاة
عن
أبى سعيد عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه ذكر رجلا فيمن سلف أعطاه الله
مالا وولدا،
فلما حضرت الوفاة قال لبنيه : أي أب كنت لكم. قالوا : خير أب. قال:
فإنه لم يبتئر – أي لم يقدِّم - عند الله خيرا ، وإن يقدر الله عليه يعذبه ،
فانظروا إذا مت فأحرقونى حتى إذا صرت فحما فاسحقونى ، فإذا كان يوم ريح عاصف
فأذرونى فيها فقال نبى الله (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ،
ففعلوا ثم أذروه فى يوم عاصف ،
فقال الله عز وجل : كن، فإذا هو رجل قائم.
قال
الله: أي عبدي !!
ما حملك على أن فعلت ما فعلت ؟ قال : مخافتك أو فرق منك.
قال فما
تلافاه أن رحمه عندها.