إسقاط الديون
كان قيس بن سعد بن عبادة رضي الله
عنهما من الأجواد المعروفين ، حتى إنه مرض مرة ، فاستبطأ إخوانه في العيادة، فسأل عنهم
،
فقيل له : إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدين ،
فقال: أخزى الله مالا يمنع
الإخوان من الزيارة ،
ثم أمر مناديا ينادي : من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل؛
فما
أمسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة من عاده.
هكذا فكن
: قال إبراهيم بن بشار:
مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها طرابلس ومعي رغيفان ما لنا شيء غيرهما ،
وإذا سائل يسأل ، فقال لي : ادفع إليه ما معك ، فلبثت ، فقال : ما لك !! أعطه !!
قال
: فأعطيته وأنا متعجب من فعله ،
فقال: يا أبا إسحاق .. إنك تلقى غدا بين يدي الله ما
لم تلقه قط ،
واعلم أنك تلقى ما أسلفت ولا تلقى ما خلفت ، فمهِّد لنفسك ، فإنك لا تدري
متى يفاجئك أمر ربك.
قال : فأبكاني كلامه وهوَّن علي الدنيا ، فلما نظر إلي أبكي قال
: هكذا فكن.
هل نسيت نفسك ؟!
بعث محمد بن المنكدر
إلى عائشة مالا في غرارتين بلغ ثمانين أو مائة الف درهم ،
فدعت بطبق ، وهي يومئذ صائمة
، فجلست تقسم بين الناس ،
فأمست وما عندها من ذلك درهم..
فلما أمست قالت : يا جارية
هلمي فطوري ، فجاءتها بخبز وزيت،
فقالت لها الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم ان
تشتري لنا لحما بدرهم فنفطر عليه ؟
قالت : لا تعنفيني ، لو كنت ذكرتني لفعلت.