قال تعالى: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
يخلفه عليكم بأفضل مما أنفقه المنفق : في الدنيا بالبدل ، وفي الآخرة بالجزاء والثواب ، والمعنى المستتر : إن لم تنفقوا كيف يخلف عليكم ويزيد في أموالكم ؟!
ولهذا قيل : المعونة تنزل من السماء على قدر المؤونة ، ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية.
وفي هذا الوعد الإلهي في الأية السابقة ثلاثة تأكيدات:
* أنه قدم نفسه على الفعل فقال { فَهُوَ } يخلفه.
* وقوله { مِنْ شَيْءٍ } ليدلل على العموم فأي شيء تنفق منه مهما كان نوعه من مال أو طعام أو جاه أو جهد ، ومهما كان قدره قليلا يحتقره الناس أو كبيرا يعظِّمونه.
* وقوله: { وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } ، مع أنه سبحانه الرازق وحده وليس معه شركاء في الرزق ، وفي هذا إشارة إلى أن الرزق الواصل من غيره إنما هو فضله أجراه على يد بعض مخلوقاته .
مدعوم من