عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه " حديث حسن، رواه الترمذي وغيره هكذا .
الشرح
هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم، وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه، وما لا علاقة له به، فإن هذا من حسُن إسلامه، ويكون أيضا راحة له؛ لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحة له بلا شك وأريح لنفسه .
فيستفاد من هذا الحديث :
أولاً : أن الإسلام يتفاوت؛ منه حسن، ومنه غير حسن، لقوله : " من حسن إسلام المرء " .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه؛ لأن ذلك أحفظ لوقته، وأسلم لدينه، وأيسر لتقصيره، لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب, ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له .
ومن فوائد الحديث : أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه، أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به، ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود .