ShareThis

الجمعة، يونيو 03، 2011

التقوى من أعظم ثمار الإيمان




التقوى من أعظم ثمار الإيمان
والإيمان أكبر رافد من روافده تقوى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مسلمونَ [آل عمران:102] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج:1] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالكمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
لكن ما هي التقوى؟ ما تعريفها؟


يقول: التقوى هي الخوف من الجليل، هل تعرفون "الجليل"؟!
هو الله الواحد الأحد، الجليل الذي يراك إذا تسترت بالجدران، الجليل هو الذي يراقب حركاتك إذا اختفيت في الحيطان.
كثير من الناس لا يعرف الجليل، يخاف من السلطة ومن القائد والقيادة أكثر من خوفه من الله الواحد الأحد، يخاف من مراقبة المسئول أكثر من مخافته للواحد الجليل تبارك وتعالى، لا يخطئ ويقف بسمت حسن أمام هذا البشر الذي يموت ويعدم ويفتقر ويمرض، ولكنه لا يخاف من الله كخوفه من هذا المسئول: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً [مريم:81] لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [النحل:20] وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً [الفرقان:3].
الجليل هو الذي خلقك. الجليل هو الذي صورك: يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الإنفطار:6-8]... يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ [الانشقاق:6] هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان:1-2].
أتيت أقول لكم اليوم: إن الجليل هو الله الذي أنزل لا إله إلا الله لتعيشوا في مظلتها.
علي رضي الله عنه وأرضاه يقول: [[تقوى الله هي: الخوف من الجليل ]]
الإمام أحمد بن حنبل ؛ الإمام العالم الجليل الزاهد العابد الذي رفعه الله بالتقوى، لا بالمنصب، ولا بالشهرة، ولا بالمال. إمام أهل السنة والجماعة يحمل الحطب على كتفيه، فيؤخذ الحطب منه ويقال له: "كيف تحمل وأنت الإمام أحمد ؟
قال: نحن قوم مساكين لولا ستر الله افتضحنا".
الإمام أحمد يقول يوماً لأحد الشعراء: أتقول الشعر؟ قال: أروي الشعر. قال: ماذا تروي؟
قال: قول الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل      خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة     ولا أن ما تخفي عليه يغيب
فقام وأغلق عليه الباب وأخذ يبكي حتى سمع بكاؤه من خارج البيت وهو يردد:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل     خلوت ولكن قل علي رقيب
يقول علي : " التقوى هي الخوف من الجليل. وإذا لم تخف من الجليل فاعرف أنك لست متقياً إلى الآن، يا سبحان الله! من يراقب مسئوله في الصلاة فيصلي من أجل مسئوله ألا يخاف الواحد الأحد؟! هذا إنسان سلخت العقيدة من قلبه ومن دمه ومن شرايينه.
من يراقب السوط والسجن ويخاف منها ولا يخاف من الواحد الأحد، لا إله إلا الله ما أبعده عن الله!
يقول: علي بن أبي طالب : [[ التقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل ]] العمل بالكتاب والسنة.
نحن أمة ليست مخيرة في أخذ شرائعها، وفي أخذ مناهجها ومبادئها، أمة تسير بالكتاب والسنة.
فإذا علم ذلك، فليعلم الأخ الفاضل أنه لا بد أن يعمل على ضوء الكتاب والسنة، وأن يتقي الله فيهما وأن يكون على ضوئها وهي مظلة لا إله إلا الله.


ثم يقول رضي الله عنه: [[ والرضا بالقليل ]]
ما أكثر أموالنا! وما أكثر مناصبنا، وما أكثر وظائفنا! ولكن لا شيء..
ولدتك أمك يابن آدم باكياً     والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا     في يوم موتك ضاحكاً مسرورا
دخل بعض الصحابة على أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة، فوجدوا عنده شملة، وقعبٌ يتوضأ فيه، وصحفة يغتسل ويأكل فيها، وعنده عصا، فقالوا له: أين متاعك؟ قال: هذا متاعي. قالوا: وأين فرشك وأين طعامك؟!
وأين شرابك وملابسك؟!
قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أن أمامنا عقبة ولا يتجاوز العقبة إلا المخف }
إن الذي يكثر من ملذات الدنيا وشهواتها يكون على حساب أجره عند الله عز وجل: كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً [الإسراء:20].
أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفاتيح كنوز الأرض، أو أن تسير له الجبال ذهباً وفضة، فقال: {لا. أعيش عبداً رسولاً، أجوع يوماً وأشبع يوماً } لأنه يعيش تحت مظلة لا إله إلا الله.


ثم قال رضي الله عنه: [[والاستعداد ليوم الرحيل ]] ماذا هيأنا للعرض على الله عز وجل؟!
ما هي الأعمال الصالحة التي قمنا بها وحملناها لذاك المصرع وذاك القبر؟!
أعاننا الله وإياكم على ذلك القبر!
والقبر فاذكره وما وراءه     فمنه ما لأحد براءة
وإنه للفيصل الذي به      ينكشف الحال فلا يشتبه
والقبر روضة من الجنان      أو حفرة من حفر النيران
إن يك خيراً فالذي من بعـده     أفضل عند ربنا لعبده
وإن يكن شراً فما بعد أشدّْ      ويلٌ لعبدٍ عن سبيل الله صدّْ
عمر رضي الله عنه وأرضاه يدخل عليه علي بن أبي طالب وقد طعن، ودماؤه تسيل عليه، فقال: طوبى لك يا أمير المؤمنين. قال: لا تدعني بأمير المؤمنين، فأنا اليوم لست بأمير المؤمنين، قال له ابن عباس : يا أمير المؤمنين! أسلمت فكان إسلامك نصراً، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً، وتوليت فكانت ولايتك رحمة. فبكى عمر وقال: [[ يا ليتني نجوت كفافاً لا لي ولا عليَّ ]] كان عمر يبكي وراء الأسوار، ويجلد نفسه بالعصا ويقول: [[يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني ما عرفت الحياة، يا ليتني ما توليت الخلافة ]].
وتقول عائشة وهي تبكي: يا ليتني كنت نسياً منسياً. إن الموقف ليس بالسهل، ماذا أعدننا أيها الأبرار، فقدنا الأجداد والأولاد، فقدنا الآباء والأمهات، فقدنا الإخوة والأخوات، إنه هادم اللذات، مفرق الجماعات، آخذ البنين والبنات..
طول الحياة إذا مضى كقصيرها     والعز للإنسان كالإعسار
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته     أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها      فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
إصعد لأعلى