يا أمة محمد
للشيخ خالد الراشد
يقول الله جل في علاه :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً ، وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }..
نعم عباد الله ..
محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أرسله الله ..
شَاهِداً ..
ومُبَشِّراً ..
ونَذِيراً ..
والشاهد ..
لا يكون إلا عدلاً..
والمُبشر ..
لا يأتي إلا بخير ..
والنذير ..
لا يُنذر إلا من محبة ، وخوف على من ينذرهم ..
يقول الله لنا : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }..
عباد الله ..
ما قامت هذه المنابر ..
ولا تشرفت ..
إلا يوم أن كان أول من اعتلاها هو ..
محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
ووالله ..
لا خير في هذه المنابر ..
ووالله ..
لا خير في هذه المنابر ..
إن لم تدافع اليوم ..
عن أغلى البشر..
كان إذا صعد المنبر هزَّ المنبر هزاً ، وعلا صوته ، واحمَّر وجهه ، كأنه منذر جيش حتى يقول الصحابة : أواقع المنبر برسول الله صلى الله عليه وسلم !..
صعد المنبر ..
وارتقى في سلم العبودية ..
حتى وصل إلى سدرة المنتهى ..
يوم أن أسرى به ربه ليلاً من المسجد الحرام ، إلى المسجد الأقصى ..
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه والرسل لما رأوك به التفوا بسيدهم صلى وراءك منهم كل ذي خطر جبت السماوات أو ما فوقهنَّ دجاً ركوبة لك من عز ومن شرف مشيئة الخالق الباري وصنعته | في المسجد الأقصى على قدم كالشهب بالبدر ،أو كالجند بالعلم ومن يفز بحبيب الله يأتمم على منوَّرة درّية النجم لا في الجياد ولا في الأينق الرُسم وقدرة الله فوق الشك والتهم |
ما أقسم الله بحياة أحد من البشر إلا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم ..
فقال الله : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } ..
يقول ابن عباس : ما خلق الله ، وما ذرأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم ..
وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره ..
إنه ..
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
سيد ولد آدم ولا فخر ..
وأول من تنشق الأرض عنه ولا فخر ..
وأول شافع ، وأول مشفع ولا فخر ..
ولواء الحمد بيده يوم القيامه ولا فخر ..
اسمه محمد : مشتق من الحمد أي أحمد الناس لربه ..
وأبوه عبد الله : من العبودية لله ..
وكان يعجبه صلى الله عليه وسلم أن يُقال : عبد الله ورسوله ..
وهو الذي أتى بدين العبودية الخالصة ..
وأمه آمنه : من الأمن ..
وقد أمنه الله على وحيه ودينه ، كما كانت شريعته أمناً وسلاماً ..
وحاضنته أم أيمن : من اليُمن ، والبركة ..
ومرضعته حليمه : وحليمة من الحلم ..
وكلها صفات قد اكتملت في شخصيته صلى الله عليه وسلم ..
ولما كان خاتم النبيين ..
فوجب أن تكون شريعته أكمل الشرائع ..
وأن تتوفر فيه صفات جميع الأنبياء والمرسلين ..
نُسب إلى الشافعي رحمه الله قوله : ما أوتي نبي معجزة ولا فضيلة إلا ولنبينا صلى الله عليه وسلم نظيرها وأعظم منها ..
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه صلى عليك مُنَّزل القرآن
سبحان من ..
زكَّى سمعك وبصرك واصطفاك ..
سبحان من جعل ..
أكمل صفات البشر في صفاتك ..
وأكمل أخلاق البشر في أخلاقك ..
أنت الذي قال لك ربك : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}..
وأنت الذي قلت عن نفسك :
( أدبني ربي فأحسن تأديبي )..
يقول عنك حسان :
وأحسن منك لم ترى قط عيني خُلقت مبرءاً من كل عيب | وأجمل منك لم تلد النساء كأنك قد خلقت كما تشاء |
اعترف بعظمتك القاصي والداني ..
حتى الذين أنكروا نبوتك لم ينكروا عظمتك ..
وأنت لست بحاجة إلى شهاداتهم أو تزكياتهم ..
ولسنا اليوم قد اجتمعنا لنذكر صفاتك ، ومحاسنك ، وكريم أخلاقك ..
فإنا لا نشك أبداً في أنك ..
سيد ولد آدم ..
وإنك أنت التقي ..
النقي ..
الطاهر العلم ..
عباد الله ..
آن الأوان ..
ليُعرف الصادق من الكاذب ..
آن الأوان ..
ليُعرف الصادق من الكاذب ..
آن الأوان ..
أن ننفض أثواب الذل والمهانة..
منذ عهود طوال ونحن نشرب كأس الذل والمهانه..
أنَّت فلسطين ، وصاح أقصانا ولا مجيب ..
وتوالت الصيحات والأنات ..
ولو كانت صخور لاستجابت لتلك الآهات والصيحات ..
ولازالت تتتابع علينا المصائب ، وتوجه لنا الشتائم والاحتقارات ..
وممن ؟!.
من أذل وأحقر شعوب الأرض ..
لكن لماذا ؟؟!!..
لأننا لو ..
احترمنا أوامر ربنا لاحترمونا ..
لأننا لو ..
عملنا لكتاب ربنا ما أهانونا..
لأننا لو ..
سرنا على هدي نبينا ما أخافونا ..
قال صلى الله عليه وسلم مشخصاً مرضنا :
( إذا تبايعتم بالعينة – أي بالربا – و أخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى تعودوا إلى دينكم ) ..
يوم أن كان المسلمون أعزة صرخت امرأة : وإسلاماه ..
فجيَّش لها المعتصم جيشاً ، وسيَّر لها جيوشاً لنصرتها ..
ويوم أن نقض نقفور – كلب الروم – العهد ..
أرسل له هارون رسالة فحواها : الخبر ما ترى لا ما تسمع يا كلب الروم ..
واليوم ..
يوم أن تشربنا الذل والهوان ..
ماتت أحاسيسنا ..
وماتت مشاعرنا ..
يسخر تجار البقر من رسولنا ..
يسخر تجار البقر من رسولنا صلى الله عليه وسلم ..
ونحن ..
نتدارس جدوى المقاطعة ..
وأغلى أمانينا أن يقدموا لنا اعتذار!!!! ..
أغلى أمانينا أن يقدموا لنا اعتذار !!!!..
أي اعتذار !!!!..
حتى الاعتذار طلبناه على ذل لأننا استمرأنا الهوان ..
إنَّ اجتماعنا اليوم – في يوم جمعتنا - ليس لقضية مقاطعة ..
ليست لقضية مقاطعة لحليب أو لأجبان ..
القضية قضية ..
نكون أو لا نكون ..
القضية قضية ..
نكون أو لا نكون ..
أسألكم بالله ..
ماذا سيقول علينا التاريخ بعد عقود من الزمان ؟!..
خانوا الله ..
وخانوا الرسول ..
محاوري ثلاثة ..
هذا نبينا ..
وما الذي أغاظهم !..
ثم أخيراً ..
هذا فعل المحبين ..
قال الله : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ..
نعم رحمه ..
فمن قبل هذه الرحمه..
وشكر هذه النعمه ..
سعد في الدنيا والآخره ..
ومن ردها وجحدها ..
خسر الدنيا والآخره ..
عند مسلم من حديث أبي هريره : قيل يا رسول الله : ادع على المشركين ..
قال :
( إني لم أُبعث لعَّانا ، وإنما بُعثت رحمه )..
( إني لم أُبعث لعَّانا ، وإنما بُعثت رحمه )..
وفي حديث آخر :
(أنا رحمة مهداة )..
ولم تكن رحمته قاصرة على البشر ..
بل حتى على الحيوانات ..
عند أبي داوود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمررنا بشجرة فيها فرخا حُمَر – طائر صغير كالعصفور – فأخذناهما ، فجاءت الحُمَرَة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي تفرش – تضرب بجناحيها في الأرض –
فقال :
من فجع هذه بفرخيها ؟..
قال قلنا : نحن يا رسول الله ..
قال :
( ردوهما رحمة بها ) ..
قال :
( ردوهما رحمة بها ولها )..
فرددناهما إلى مواضعهما ..
الله أكبر ..
اشتكت له أم الفراخ ..
اشتكت له ، ورفعت له شكوى الظلم والجور ..
لأنه حامل لواء العدل ..
وسماه الله :
{ رَؤُوفٌ رَّحِيم } ..
عجباً لهم ..
عجباً لهم ..
كيف عميت أبصارهم عن ..
تأمل هذه المشاهد ..
وقراءة هذه الأخبار ..
من حياة سيد الأبرار ..
يقول زيد بن أرقم : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينه ، فمررنا بخباء لإعرابي فإذا ظبيه – غزاله – مشدوده إلى الخباء ، فقالت : يا رسول الله إن هذا الإعرابي اصطادني ولي خُشفان في البريه – يعني ولد الغزال – ولي خُشفان وقد تعقد اللبن في أخلافي فلا هو يذبحني فأستريح ، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية ..
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن تركتك أترجعين ؟!.
قالت: نعم وإلا عذبني الله عذاب العشار ..
فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلبث أن جاءت تلمَّظ ..
فشدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخباء فجاء الإعرابي ومعه قربة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتبيعنيها ؟..
قال : هي لك يا رسول الله ..
فأطلقها صلى الله عليه وسلم ..
يقول زيد بن أرقم : فأنا والله رأيتها تسيح في البريه وتقول :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ..
وللخبر طرق أخرى عن أنس وأم سلمه وغيرهما ..
قاتلهم الله ..
صوروه ورسموه في أبشع المناظر والصور ..
قاتلهم الله ..
صوروه ورسموه في أبشع المناظر والصور ..
ما دروا أنه أحلى من القمر ..
اسمع أوصاف أغلى وأحلى البشر ..
عن جابر بن سمره رضي الله عنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة إضْحِيان - ليلة مقمرة لا غيم فيها – وعليه حُلّة حمراء ، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر ، فلهو كان في عيني أحلى من القمر ..
يقول كعب رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر..
وتقول الرُبيّع بنت معوذ لمحمد بن عمار بن ياسر ، تقول له لو رأيته – يعني لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم - لقلت الشمس في أبراجها طالعه..
لو رأيته – يعني لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم - لقلت الشمس طالعة في أبراجها ..
ويقول أنس رضي الله عنه واصفاً حبيبه صلى الله عليه وسلم : كان ربعة من القوم ، متوسط الطول ، إلى الطول أقرب ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أزهر اللون أمهر - أي أبيض مشرَّب بحمرة - .
ويقول جابر رضي الله عنه : كنت إذا نظرت إليه صلى الله عليه وسلم قلت أكحل العينين ، وليس بأكحل ، مشَّرب العينين بحمرة ..
ويقول علي رضي الله عنه واصفاً إياه صلى الله عليه وسلم يقول : كان في الوجه تدوير ، أبيض مُشرَّب ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ..
ما أحلاه وما أجمله ..
يقول أهل العلم إن كان يوسف عليه السلام أُعطي نصف الجمال فإنَّ نبينا صلى الله عليه وسلم قد أُعطي الجمال كله ..
عن الحسن بن علي عن خاله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واسع الجبين ، أزجّ الجواجب - أي مُقوَّس الحواجب - سوابغ في غير قَرَن – أي حاجب تام طويل بلا اتصال بين الحاجبين ، وبين الحاجبين عِرْق يُدِرّه الغضب – أي يمتلأ ذلك العرق دماً إذا غضب - ..
وما كان يغضب لنفسه قط ..
وما كان يغضب لنفسه قط ..
إنما يغضب لحدود الله إذا انتهكت ..
يقول الحسن مواصلاً وصفه لجده صلى الله عليه وسلم : كان صلى الله عليه وسلم أقنى العِرْنين - أي طويل الأنف - له نور يعلوه ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ..
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلج الثنيتين ، وكان إذا تكلم رُؤي كالنور بين ثناياه ..
وذكر علي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان ضخم الرأس واللحية ..
اسمع ..
يا من تحلق لحيتك ..
ولا تريد أن تتشبه بنبيك صلى الله عليه وسلم ..
وهو الذي قال :
أطلقوا اللحى ..
أسدلوا اللحى..
أكرموا اللحى ..
أوفوا اللحى ..
لا تتشبهوا باليهود والنصارى ..
وكان شعر رأسه كما قال أنس رضي الله عنه : بين الشعرين لا سبط ولا جعد ، بين أذنيه وعاتقه يضرب منكبيه ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء ..
يالله ..
تأمله الصحابة تأملاً ، وملأوا أعينهم منه وما كانوا يشبعون من رؤيته ..
دخل صلى الله عليه وسلم يوماً على أحد أصحابه فوجده مهموماً مغموماً فقال له : ماذا دهاك ، وما الذي أهمك ؟!..
فأخذ المحب يبث أشواقه ، فقال : يا رسول الله لقد أهمني أمر عظيم ، وهو أننا نكون معك ، ونشتاق لك ، ويزيد شوقنا لك ونحن بين يديك .. فكيف إذا مت أو متنا وفارقناك !!..
كيف إذا كنا من أهل الجنة وكنت أنت من أعلاها منزلة ، كيف نراك ؟!!..
بل كيف لو كنا من أهل النار وحُرمنا رؤياك ؟!!..
فبشره الحبيب صلى الله عليه وسلم قائلاً :
( المرء مع من أحب ) ..
فهل نحبه حقاً ؟؟؟!!!...
هل نحبه حقاً ؟؟؟!!!...
كما قال لنا صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ..
نفسه ..
ووالديه ..
وولده ..
وماله ..
والناس أجمعين ) ..
تأملت ..
والله ما طلعت شمس ولا غربت ولا جلست إلى قوم أحدثهم | إلا وحبك مقرون بأنفاسي إلا وأنت حديثي بين جلّاسي |
اسمع يا مشتاق ..
مزيد من الأوصاف للمختار ..
عند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال :
كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ ، إذا مشى تكفأ ، وما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كفِّ رسول الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب رائحه من رائحته صلى الله عليه وسلم ..
ومع عرقه صلى الله عليه وسلم لأم سُليم رضي الله عنها خبر من أجمل الأخبار ..
يقول أنس رضي الله عنه : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَال – أي نام لوقت القيلوله - فعرق وكان كثير العرق ، وجاءت أمي بقاروره ، فجعلت تُسلت العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
( يا أم سُليم ما هذا الذي تصنعين ؟!).
قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب ..
قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب ..
أي والله ..
لا يخرج من ذلك الجسد الطاهر إلا أطيب الطيب ..
في صحيح الأخبار أنه صلى الله عليه وسلم في يوم بدر صفَّ الصفوف وكان بيده قِدْح – أي سهم – يُعدِّل به القوم فمرَّ بسوَّاد بن غزيه وهو متقدِّم في الصف ، فطعنه في بطنه بالقِدْح وقال :
استوِ يا سوَّاد ..
فقال سوَّاد : يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأَقِدْني من نفسك – أي اجعلني أقتص منك -..
فقال له صلى الله عليه وسلم :
لك ما أردت..اقتص لنفسك ..
وعرض نفسه له ، فقال له : يا رسول الله لكنَّ بطني كان مكشوفاً فلا بدَّ أن تكشف بطنك ..
فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال :
اقتص لنفسك يا سوَّاد..
الله أكبر ..
القائد الأعلى وقائد القوات المسلحه يعرض نفسه للقصاص لجندي من جنوده وأمام مرأى ومسمع جميع الجنود ..
فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال :
اقتص لنفسك يا سوَّاد ..
فما كان من الجندي إلا أن اعتنق بطن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يمرغ وجهه ولحيته في بطنه ، فقال له صلى الله عليه وسلم :
ما حملك على هذا يا سوَّاد ؟!..
فقال : يا رسول الله حضر ما ترى – يعني حرب وقتال – ولا ندري نحيا أو نموت ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ..
فدعا له صلى الله عليه وسلم بخير ..
عباد الله ..
استكمالاً لوصفه صلى الله عليه وسلم لا بدَّ من ذكر خاتم النبوة الذي في ظهره ، فقد جاء عند مسلم من حديث جابر يقول فيه : و رأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمامه يشبه جسده ..
وفي وصف آخر عند أحمد من حديث عبد الله بن سرجس قال : ورأيت خاتم النبوة في نغض كتفيه الأيسر كأنه جُمع فيه خيلان سود كأنها الثآليل ..
وفي وصف آخر :شامة سوداء تضرب إلى الصفره حولها شعرات متراكبات كأنها عرق فرس ..
قالوا والحكمه في الخاتم أنه ..
آيه وعلامه ذكرها الله في كتب اليهود والنصارى ..
وقالوا أيضاً أنه لما كان قلبه صلى الله عليه وسلم مُلأ حكمة وإيماناً – كما في الصحيح - خُتم عليه كما يُختم على الوعاء المملوء مسكاً أو دُرَّاً..
إنه ..
معلم البشريه وهاديها ..
جمع ..
القوه ..
والعدل ..
والشدة في الله ..
وكان ..
ألين الناس ..
وأرق الناس ..
وأرحم الناس بالناس ..
إنه من أشد الناس حياء ً ..
بل أشد حياء من العذراء في خدرها ..
أفلا يستحون !!!..
أفلا يستحون !!!..
وهم يصورونه بتلك المناظر الخاليه من الحياء ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }..
اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم الكمال البشري الذي لم يجتمع لبشر سواه ..
واجه قومه بدعوة تتصدع من هول وقعها الجبال ..
ولقن قوى الشرك والظلم والطغيان دروساً لن تنساها مدى الزمان ..
يقول هرقل لأبي سفيان بعد أن سأله عنه ، وعن أخباره ، وعن وصفاته ، فلما استوثق منه ومن صدقه قال هرقل : لئن صدقت فيما قلت ليملكنَّ موضع قدميّ هاتين ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه ..
كان صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أنه جاء لهذه الحياة ليغيرها وليصحح مسارها ، وأنه ليس رسولاً لقريش ولا إلى العرب وحدهم ..
بل رسول الله إلى الناس كافة ..
من الطفوله إلى الأربعين :
طهر ..
ونقاء ..
ومن الأربعين إلى الممات :
جهاد ..
ومضاء ..
كتاب مكشوف كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
كتاب مكشوف من المحيا حتى الممات كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
ما كذب على الله أربعين سنه ..
ما كذب على الله أربعين سنه قبل النبوة ، أيُعقل أن يكذب على الله بعدها !!..
يوم أن تحمَّل الأمانه ، وكُلِّف بالرساله ، جاء إلى خديجه خائفاً يقول :
( زملوني .. زملوني )..
فقالت بكل ثقة لأنها تعرف طهره وعفافه :
والله ..
لا يخزيك الله ..
إنك لتصل الرحم ..
وتحمل الكَل ..
وتصدق الحديث ..
وتُعين على نوائب الحق ..
علمت رضي الله عنها أنَّ من يتصف بهذه الصفات لا يُخذل أبداً ..
فلما سمعت خديجة رضي الله عنها كلامه ، وطمأنته وهدَّأت من روعه انطلقت به إلى ابن عمها ورقه بن نوفل ، وكان قد تنَصَّر وعنده من العلم ما عنده ..
فلما سمع كلام خديجة رضي الله عنها قال رحمه الله وهو خائف وَجِل : قدوس قدوس .. والذي نفسي بيده لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليأتيك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى عليه السلام ، وإنك نبي هذه الأمة ولتؤذينْ ، ولتُقاتلنْ ، ولتُنصرنْ بإذن الله ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
اسمعوا الشيخ الكبير الذي ذهب بصره ..
اسمع ماذا يتمنى !!..
يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : ليتني كنت فيها جذعاً – أي ليتني كنت فيها شاباً – والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ليتني كنت فيها جذعاً ..والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ثم أخذ برأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقبله ، وقال : ليتني معك حين يخرجك قومك ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
أوَ مخرجي هم ؟!.
فقال ورقه رحمه الله : ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ..
وما لبث ورقه بعدها إلا قليلاً ومات ..
فلما تنزَّل قول الله : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنذِرْ ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } ..
قال صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآيات :
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
فجهر بدعوة الحق وهو الوحيد الأعزل ..
وقام بدين الله وبالدعوة إليه ما لم يقم به أحد ..
وأوذي في الله ما لم يؤذَ قبله أحد ..
وقاسى الاضطهاد والعذاب هو الأتباع ، يقول لهم :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
يقول للأتباع :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
كل هذا لتحرير البشريه من وثنية الشرك ، والضمير ، وضياع المصير ..
قاسى من أهل مكه ما قاسى ..
آذاه أهله وأقاربه ووصموه بالكذب ، والسحر ، والشعوذه ..
فما زاده ذلك إلا ..
ثباتاً ..
ويقيناً ..
ولما رأى أصحابه القلة القليله يُهانون ، ويُعذبون ، ويُضطهدون أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ، وبقى في مكة وحيداً يواجه قوى الظلم والطغيان ..
فما وهن ..
ولا استكان..
فلما رأوا ثباته ساوموه وعرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال..فجاهدهم بالقرآن ..
عرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال ، والسلطان ..فجاهدهم بالقرآن..
كما قال الله وكما أمره ربه تبارك وتعالى { وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } ..
ولما هددوه وتآمروا عليه قال :
( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) ..
فلقد سرت مسرى النجوم همومه ومضت مضي الباكرات عزائمه
فلما ماتت خديجة المثبته له بعد الله ..
ومات عمه الذي كان يحميه ..
خرج للطائف يعرض عليهم عزَّ الدنيا ، وشرف الآخره ..
فاستهزأوا به وآذوه ، فقال له أحدهم : أنا أسرق ثياب الكعبه إن كان الله بعثك بشيء قط ..
وقال الآخر :والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة أبدً ..لئن كنت رسولا ً لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أكلمك ..
وقال ثالثهم – قاتله الله – أعجز الله أن يرسل غيرك ..
فلما آيس منهم قال لهم : اكتموا أمري ..
فغدروا به وأغروا به صبيانهم وسفاءهم وقعدوا له صفين على طريقه فأخذوا يرمونه بالحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجاره وهم يستهزئون ويسخرون ..
فخرج هائماً على وجهه لم يفق إلا في قرن المنازل ..
يقول - بأبي هو وأمي - :
فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فيها فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ..
فناداه ملك الجبال وسلم عليه ثم قال له يا محمد : إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين
فقال الرحمة المهداة :
( بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً )..
يالله ..
أبعد أن آذوك ، وشتموك ، وأدموا قدميك ، ونالوا ما نالوا من السخرية ، والاستهزاء تحرص على هدايتهم وإنقاذهم بدلاً من تدميرهم وهلاكهم ..
سلوا مكة ورجالها ..
سلوا الطائف وجبالها ..
عن عظمة سيد البشر والرجال ..
والله ..
والله ..
مهما..
تكلمت الأفواه ..
أو سطرت الأقلام ..
فستظل كأنها لم تبرح مكانها ..
فمن ذا الذي يستطيع أن يصف ، أو ينصف عظمة سيد ولد آدم !!..
ومهما ..
خُطت له الصحائف ..
وأُلفت له المؤلفات ..
عن شخصيته وحياته ..
فإنها ستسكت على استحياء ..
لأنها لا تستطيع أن تستوعب بصفحاتها مهما كثرت جانباً واحداً من عظمته..
فلقد بلغ الدُجى بجماله حسنت جميع خصاله | وبلغ العُلا بكماله فصلوا عليه وآله |
يقول الله له مواسياً بعد أن ناله ما ناله من الأذى والسخرية والاضطهاد : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }..
وقال سبحانه :{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } ..
وها هم يسخرون ويستهزئون بك ميتاً ..
تحملت السخريه وأنت حي وصبرت عليها ..
وها هم يسخرون ويستهزئون منك ميتاً ..
والله ..
لن يضروك – بأبي أنت وأمي – ..
بل طبت وربي ..
حياً ..
وميتاً ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
فلقد آذنهم الله بالحرب ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
ولكنه امتحان ، وابتلاء لنا من الله ..
ليختبر ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
ولكنه امتحان وابتلاء لنا ..
ليختبر الله ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
وأنت الذي تحملت من أجلنا ما تحملت ..
فما الذي أغاظهم !!..
فما الذي أغاظهم وجعلهم يسخرون ويستهزئون !!..
هذا هو محورنا الثاني في الخطبة الثانيه بإذن الله ..
اللهم اجزي عنا محمداً خير ما جزيت نبياً عن أمته ..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ..
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ..
والعاقبة للمتقين ..
ولا عدوان إلا على الظالمين ..
وصلى الله وسلم وبارك على
المبعوث رحمة للعالمين ..
وعلى آله ..
وأصحابه الغر الميامين..
وعلى أمهات المؤمنين ..
وعلى من استنَّ بسنته..
واهتدى بهديه إلى يوم الدين ..
أوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله ..
أوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله ..
فإن الله لا يتقبل إلا من المتقين ..
عباد الله..
بلد هناك في أوربا يسمى بالدانمارك ..
بيننا وبينهم سفارات وتجارة ومبادلات ..
وبيننا وبينهم عهود ومواثيق ..
لا آذيناهم ولا استعديناهم لا من قريب ولا من بعيد ..
لكن ملة الكفر واحدة ..
مُلئت قلوبهم حسداً وغلاً على المسلمين ..
وربنا أعلم بذلك وقد أخبرنا عنهم وكشف خباياهم وأسرارهم ..
قال الله : { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} ..
وقال الله عنهم : { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } ..
سمعوا هم كما سمع العالم كله عن الإهانات التي تقدم للمسلمين ..
ورأوا ردود الفعل لا تليق بمن عندهم عزة وكرامه ..
سمعوا ..
عن فلسطيننا وأقصانا ، وكيف خذلنا أطفال الحجارة ..
سمعوا ..
أننا خذلنا العفيفات في البوسنة ، والشيشان ..
سمعوا ..
عن تطاول الصليبين الأمريكان على ثرواتنا ، وأعراضنا في العراق ..
بل داسوا قرآننا ..
بل داسوا قرآننا وأهانوه وما سمعوا منا إلا شجب واستنكار كما هي عادتنا ..
سمعوا ..
اليهود يرددون ويقولون عنا : محمد مات وخلَّف بنات ..
سمعوا ..
اليهود يرددون عنا ويقولون : محمد مات وخلَّف بنات ..
فأرداوا أن يأخذوا نصيبهم من القصعه التي تداعت عليها الأمم لما قُدف الوهن في قلوبنا فطعنونا طعنه أخرى في الصميم ..
وفي من !!
في سيد ولد آدم !!..
بالذي ..
لولا الله ثم لولاه ما اهتدينا ، ولا صمنا ، ولا صلينا ..
طعنونا ..
بالذي وجدنا ضلَّالاً فهدانا الله به ..
طعنونا ..
بالذي وجدنا عائلين فأغنانا الله به ..
طعنونا ..
بالذي وجدنا متناحرين فألَّف الله بين قلوبنا به ..
طعنونا ..
بالذي أحب إلينا من ..
أنفسنا ..
ووالدينا ..
وأهلينا ..
وأموالنا ..
والناس أجمعين ..
وليسوا هم بأول من فعل ذلك ..
فلقد سبقهم من سبقهم ولم يجدوا من يرد عليهم كرد مُعَوِّذ ومعاذ ابنا عفراء..
تطالوا لأنهم لم يجدوا من يرد عليهم ..
كرد مُعَوِّذ ومعاذ ابنا عفراء أبناء السادسة عشر الذين خرجا يوم بدر بحثاً عن أبي جهل ..
فما صفت الصفوف – يقول عبد الرحمن بن عوف – فإذا أنا بين صبية صغار فضاق صدري لأني أردت رجالاً يحمون ظهري ، فلما تكلما علمت أنهما من أرجل الرجال ..
قالا : يا عم أين أبي جهل ؟..
قال : وماذا تريدان منه ؟! ..
قالا : سمعنا أنه كان يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
قلت : فماذا تفعلان إن عرفتماه ؟!!
قالا بنبرة المحب الصادق الشجاع : والله إن رأيناه لا يفارق سوادنا سواده ..
والله إن رأيناه ..
الله لا يفارق سوادنا سواده ..
والله لا نجونا إن نجا ..
فلما ظهر له أنهما صادقين أخبرهما بمكانه فانطلقا إليه كالسهم ، وخرقوا الصفوف وابتدروه بأسيافهما حتى أردوه قتيلاً ، ورجعا للحبيب صلى الله عليه وسلم يزفان البشرى كلٌ يقول :
أنا قتلت عدو الله ..
فمن لأعداء الله اليوم ؟؟؟!!!...
من لهم ؟؟؟!!!..
ما الذي أغاظهم !!..
ونحن الذين لم نتعرض لهم لا من بعيد ولا من قريب ..
يقولون :نحن والآخر ..
لا تستعدونهم ..
لا تطلبوا عدواتهم ..
فما الذي فعلناه !!..
أغاظهم ..
زيادة أتباع محمد صلى الله عليه وسلم يوماً بعد يوم رغم كل الاتهامات الباطلة التي اتهموا فيها الإسلام والمسلمين ..
هم ..
ومنافقوا هذا الزمان ..
الذين يقيمون بيننا ..
ويكتبون للأسف في صحفنا وجرائدنا ..
ويخدمون مصالح الكفار ..
لا عجب ..
فلقد طُعن
في ..
ديننا ..
وفي ..
ربنا ..
وفي ..
ثوابتنا ..
في هذه الأوهان التي تصدر عندنا ..
واستهزأ أهل طاش ما طاش - أطاش الله عقولهم - استهزئوا من قبل بالدين وأهله ..
أغاظهم ..
أن امة محمد صلى الله عليه وسلم لا زالت قادرة على رد اعتداءاتهم ، وإفساد مخططاتهم رغم مكر الليل والنهار من الداخل والخارج ..
رغم الخيانات ..
ورغم كثرة العملاء الذين يعملون من أجلهم ..
أغاظهم ..
المقاومة الجهادية الشرسه التي تفاجؤوا بها في عراقنا ..
تناسوا ..
أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان سيد المجاهدين ..
وأنَّ الشهادة في سبيل الله أغلى أمنية أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ..
تناسوا ..
أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان سيد المجاهدين ..
يقول علي : إذا حمي الوطيس لذنا بظهره صلى الله عليه وسلم يدفع عنا الرجال ..
علَّمنا أن الشهادة في سبيل الله أغلى أمنيات الصادقين ..
يقول – بأبي هو وأمي - :
( وددت أن أغزو في سبيل الله ثم أقتل ، ثم أغزو ، ثم أقتل )..
وذاك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
ومحمد كان أمير الركب إنَّ اسم محمدٍ الهادي | يقود الفوج لنصرتنا روح الآمال لأمتنا |
أغاظهم ..
رجوع آلاف الشباب في كل البقاع والبلاد وتمسكهم بهدي نبيهم ..
رغم سمومهم عبر شاشاتهم ، وقنواتهم التي أوجدوها لإفساد أخلاق الشباب ، وتدمير روح الفضيله في المجتمعات المسلمه ..
يا ويحهم ..
يا ويحهم ..
ما دروا أنَّ { الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }..
أغاظهم ولله ..
أصحاب اللحى ..
والثياب القصيره ..
وأصحاب القلوب الطاهرة ..
والنفوس الزكيه الشمّ الأباه ..
الذين يسيرون على خطى سيد المرسلين ..
أغاظهم ..
أن كثيراً من الدانماركيين أعلنوا إسلامهم ، واتخذوا محمداً صلى الله عليه وسلم نبياً لهم ..
فباعتراف كل العالم ..
الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في الأرض ..
الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في الأرض ..
ولا عجب ..
فهو{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ..
أغاظهم ..
أنه رغم حملتهم الشرسة على نساء المسلمين ، ونساء هذا البلد خاصة أنَّ نساءنا وفتياتنا يأبين الانحلال والفساد والضياع ..
أغاظهم ..
أن الحجاب لُبس حتى في بلادهم ..
فأعلنت فرنسا حربها ضد الحجاب ..
أما علم أولئك ..
أما علم أولئك ..
وعملائهم أنَّ نساءنا هنَّ حفيدات ..
خديجة ..
وعائشة ..
وسمية ..
وأم عماره ..
وأنَّ نساءنا ..
يفدينَّ رسولهنَّ بأرواحهنَّ قبل الرجال ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد يوم أن انقلبت الموازين وفرَّ من فر ثبتت كوكبة مع النبي صلى الله عليه وسلم من بينهم امرأة ضعيفة..
ثبتت امرأة يا رجال !!..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
ألتفتُ يمنه أم عماره تذود عني ..
ألتفتُ يسره أم عماره تذود عني ..
يقول لها النبي صلى الله عليه وسلم :
يا أم عماره .. يا أم عماره .. من يطيق ما تطيقين يا أم عماره !! ..
سليني .. تمني يا أم عماره ..
قالت :
نتمنى رفقتك في الجنه يا رسول الله..
نتمنى رفقتك في الجنه يا رسول الله..
نتمنى رفقتك في الجنه يا رسول الله..
قال لها :
( أنتم رفقائي في الجنه )..
لئن عرف التاريخ أوساً وخزرجاً وإن كنوز الغيب تخفي طلائعاً | فلله أوسٌ قادمون وخزرج صابرة رغم المكائد تخرج |
منذ أربعة أشهر ..
وجريدة دانماركية خبيثه حكوميه ..
تعرض صوراً كاريكاتيريه تصور فيها سيد ولد آدم بأبشع الصور فتارة تصوره وهو يضع على رأسه قبعة فيها قنبله ، وتاره تصوره وهو يحمل خنجراً بين النساء ، وتارة تصوره وهو يطارد النساء القُصَّر ، وفي أخرى يقول لأتباعه ليس عندنا من الحور مزيد ، وزادوا في وقاحتهم وصوروه على أنه ساجد وكلب على ظهره ،لم تسلم حتى أمعاؤه من سخريتهم واستهزائهم فصوروا بطنه مرسوماً وهو مفتوح ورسومات قبيحة في بطنه..
وتمادوا يوم أن احتج المسلمون هناك وطالبوا برد اعتبار واعتذار ..
فجعلوها مسابقه مفتوحه لأحسن رسمة كاريكاتيريه ..
هم يسخرون ويستهزئون ..
ثم ..
نتحدث نحن عن ..
سماحة الإسلام ..
هم يسخرون ويستهزئون ..
ونحن نتحدث ..
عن سماحة الإسلام ..
أما قال الله عن محمد ومن معه { أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} ..
أما قال الله عن محمد ومن معه { أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} ..
والله لا خير فينا ..
والله لا خير فينا إن مرت هذه القضيه بسلام ..
وأمه لا تستطيع أن تدافع عن قائدها ..
لا تستحق أن تنتصرعن أعدائها ..
ولنبكي على أنفسنا ..
وندعو الله أن ..
لا يجعل أجيالنا مثلنا ..
فقد رضعنا الذل والهوان ..
يوم أن رضعنا من حليبهم المغشوش..
وخير لنا أن نسير في الطرقات ونرتدي الخمار كالنساء ..
ولا أن يضحك علينا المخنثون من الغرب ..
ويقولون نحن نعبّر عن آرائنا بمطلق الحريه ..
ما سمعنا أنهم ..
استهزئوا ..
بيهود ..
أو هندوس ..
هل أصبح عبَّاد البقر أرجل منا ؟؟!!..
أين صدقنا ؟؟!!..
أين صدق محبتنا ؟؟!!..
أين مواقف الحكومات الإسلاميه ؟؟!!..
وأين مواقف أمة المليار ؟؟!!..
عباد الله ..
لقد أجمع المسلمون على وجوب ..
الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ..
وبذل ..
الأنفس ..
والأموال ..
فداءً له ..
وحفظه ..
وحمايته ..
من كل من يؤذيه ..
وهذا أدنى ما له من الحق علينا { لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}..
بعضنا ..
جبّار في الجاهليه ..
خوَّار في الإسلام ..
لقد أعلنوا الحرب والعداوه علينا ..
بدءاً بكلبتهم الفاجره ملكتهم الخبيثه التي ألَّفت كتاباً عن مذكراتها وقالت فيها ..
أنه لا بدَّ من التصدي للإسلام ..
وأنَّ المسلمين في الدنمارك كالغده السرطانيه ..
ألا قبح الله وجهها ..
لم يبقَ إلا النساء الكافرات ..
أما رئيس وزرائهم أفجر الفجَّار فقال : إن لصحافتنا الحرية في التعبير عن أرائها وشعورها ولن نوقف أحداً عن ذلك ..
ما أدري ماذا سيكون شعوره لو كان اليهود هم المعنيون !!!..
أما رئيس قضاتهم فرفض القضيه المرفوعه من المسلمين ضدَّ تلك الصحيفه ..
فالقضيه ..
عباد الله ..
ليست قضية ..
جريده تسيء إلينا ..
لكن ..
بلد كامل ..
بصحفه ..
وملكته ..
ورئيس وزرائه ..
فماذا بعد هذا ؟؟!!..
وماذا ننتظر ؟؟!!..
غارت حكومات العرب على رؤسائها وزعمائها ..
ولم تغار على سيد البشر ..
ما رأيكم لو أنَّ الذي اُستهزئ به ..
ملك من ملوك العرب !!..
أو رئيس من رؤسائها !!..
سأترك لكم الجواب !!..
فالجواب معروف !!..
يا أمة محمد ..
يا أمة محمد ..
يا أمة سيد ولد آدم ..
نبيكم يُهان ..
فماذا أنتم فاعلون ؟؟!!!!!!..
ستقاطعون حليب نيدو وزبدة لورباك !!..
أهذا الذي استطعتم عليه !!..
اسمعوا ..
من خبر غيرة الصادقين ..
في يوم الحديبيه ..
أرسلت قريش عروه بن مسعود ليفاوض النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ قريشاً قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله تعالى أن لا تدخل مكه عليهم عنوه ..
يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : وأيم الله لكأني بهؤلاء الذين معك قد انكشفوا عنك غداً وتركوك ..
وكان أبو بكر رضي الله عنه خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : امصص بظر اللات ..
أنحن ننكشف عنه !!..
- قول وفعل -..
فقال : من هذا يا محمد ؟!..
فقال – بأبي هو وأمي – :
( هذا ابن قحافه ) ..- هذا الصديق -..
ثم أراد أن يتناول لحية النبي صلى الله عليه وسلم والمغيره بن شعبه واقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس الحديد والمغفر ..
فلما مدَّ يده ..
قرع المغيره يده بنعل سيفه يده ، وقال له : أمسك يدك عن لحية رسول الله ..
أمسك يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل والله أن لا ترجع إليك ..
قال عروه : ويحك ما أفظك وأغلظك ..
فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم ..
وقال عروه : من هذا يا محمد ؟!.
قال :
( هذا ابن أخي المغيره بن شعبه )..
رجع عروه إلى قريش بعد أن رأى ما يصنع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مع نبيهم ..
كان لا يتوضأ وضوءاً إلا كادوا يقتتلون على وضوئه ..
وما تنخّم صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كفِّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ..
- هنيئاً لهم والله -..
وإذا أمرهم ابتدروا أمره ..
وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده ..
وما يحدون النظر إليه تعظيماً ..
ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ..
فرجع يقول لقريش : إني جئت كسرى في ملكه ، وقيصر والنجاشي في ملكهما ..
والله ما رأيت مُلكاً قط مثل مُلك محمداً صلى الله عليه وسلم في أصحابه ..
ولقد رأيت قوماً لا يُسلمونه لشيء أبداً ..فأنتم ورأيكم ؟؟!!..
هكذا كان تعظيمهم ..
هكذا كان تعظيمهم ..
فكيف هو تعظيمنا ؟؟!!..
أين نحن من ..
سنته ..
واتباع هديه ..
ونصرة دعوته ..
اسمع ..اسمع ..
حتى تعلم لماذا اختار الله أولئك الرجال لصحبة نبيه ..
اسمع ..اسمع ..
حتى تعلم لماذا اختار الله أولئك الرجال لصحبة نبيه ..
سمع النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يقال له خالد الهذلي يجمع الناس في مكه ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم ..
فنادى النبي صلى الله عليه وسلم جندياً من الصادقين وقال له :
( يؤذيني خالد الهذلي ، ويتطاول عليّ )..
فقال الجندي :
روحي لروحك فداء .. مرني بما تشاء..
روحي لروحك فداء .. مرني بما تشاء ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
( اذهب إلى مكه ..وأتيني برأس خالد الهذلي ) ..
( اذهب إلى مكه ..وأتيني برأس خالد الهذلي ) ..
ما تردد الصادق ولا تلكأ ..
ما قال : اعذرني ..
ما قال : المهمه صعبه ..
ما قال : أرسل معي فلاناً أو فلان ..
لكن قال مستفسراً : يا رسول الله ما رأيت الرجل قط ولا أعرفه ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
( علامة الرجل أنك إذا رأيته تهابه )..
كانت العرب تقول خالد الهذلي رجل بألف رجل من شدته وبأسه ..
لكن ..
أهل الإيمان ..
لا يهابون إلا الجبار ..
لكن ..
أهل الإيمان ..
لا يهابون إلا الجبار ..
يقول شيخ الإسلام : ولا يخاف من المخلوق إلا من في قلبه مرض ..
فانطلق ابن أُُنيس الشاب التقي النقي حتى وصل إلى مكه حيث أقام خالد الهذلي مخيماً له في منى يجمع الناس لمؤامرته الدنيئه ..
فجاءه عبد الله بن أُنيس عارضاً خدماته ومساعداته ..
- فالحرب خدعه -..
فقبله وأدناه ..
وكان ذو رأي ومشوره فقرَّبه منه ..
وبعدها يأيام يسير هو وخالد الهذلي خلف الخيام فاخترط عبد الله بن أُنيس سيفه واجتزَّ رقبة الرجل ..
هكذا أصحاب محمد ..
هكذا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ..
تعودوا على جزّ الرقاب ..
تعودوا على جز الرقاب تقرباً إلى الله ..
ونحن نخاف أن نجتزّ رقبة شاه أو دجاجه ..
فرجع عبد الله بن أُنيس قافلاً إلى المدينه ، بعد أن أتمَّ المهمه ، يحمل رأس الكلب بين يديه ..
فلما وصل كان الوحي قد سبقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وأخبره أنَّ الجندي قد أتم المهمه على أكمل وجه ..
فما إن رآه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال :
( أفلح الوجه )..
ما إن رآه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال :
( أفلح الوجه )..
( خذ عصاتي توكأ عليها أعرفك بها يوم القيامه..
وقليل هم المتوكئون )..
( خذ عصاتي توكأ عليها أعرفك بها يوم القيامه ..
وقليل هم المتوكئون )..
فلما مات عبد الله بن أُنيس أمر بتلك العصا أن تكفَّن معه في كفنه ..
شاهد وآيه وعلامه أنه ..
نصر الله ..
ونصر الرسول ..
هذه أخبارهم ..
فما هي أخبارنا !!..
هذه مواقفهم ..
فما هي مواقفنا !!..
قال الله :{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ }..
{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ..
صدقوا في حبهم ..
لله ولرسوله ..
فصدق الله معهم ..
منهم ..
من اهتزَّ عرش الرحمن عند وفاته ..
ومنهم ..
من كلمه الله كفاحاً ليس بينه وبينه ترجمان ..
فقال : تمنى يا عبدي ..
قال : أتمنى أن أرجع إلى الدنيا فأُقتل فيك ..
فقال له الله : إني كتبت عليهم أنهم إليها لا يرجعون ..
ولكن أحل عليك رضواني فلا أسخط عليك أبداً ..
منهم ..
من غسلته الملائكه بين السماء والأرض ..
ومنهم ..
من قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ الله أخبرني أنه يحبك )..
( إنَّ الله أخبرني أنه يحبك وأمرني بحبك )..
وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن خديجه :
( أقرأها من ربها ومني السلام )..
( أقرأها من ربها ومني السلام ، وبشرها ببيت في الجنه من قصب .. لا صخب فيه ، ولا نصب )..
أليس هم الذين قال الله فيهم : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ..
يقول قائلهم من الكفار ..
يقول : الإسلام دين لو كان له رجال..
يقول : الإسلام دين لو كان له رجال..
أي والله ما كذب ..
اليوم يُسيؤون ..
لإسلامنا ..
وقرءاننا ..
ويشتمون نبينا ..
ثم يقولون :
لماذا أنتم إرهابيون ؟؟!!..
فماذا تريدوننا أن نكون !!..
إنبطاحيون !!..
مستسلمون !!..
حرام في قوانينهم السخريه بالأديان ..
إلا الإسلام ..
حرام في قوانينهم السخريه بالأديان ..
إلا الإسلام ..
ويقولون عن الإسلام أنه دين الساقطين أخلاقياً ..
يقصدون بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ..
فمن أين لنا بأمثال ..
معاذ ومعوذ ؟؟!!..
أين لنا بأمثال ..
ابن أُنيس ؟؟!!..
وأولئك الرجال ؟؟!!..
اسمعوا هذا الخبر ..
ولنبكي سوياً على أنفسنا ..
ذكر صاحب الدرر الكامنه في المجلد الثالث ، الصفحه ( 202 ) للتأكيد ..
أنَّ جماعه من كبار النصارى ذهبوا لحفل أمير مغولي قد تنَّصر ..
فأخذ أحد دعاة النصارى يسبّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهناك كلب صيد مربوط ..
فزمجر الكلب بشده ..
ووثب على الصليبي ..
فخلصوه منه بصعوبه ..
فقال رجل منهم : هذا لكلامك في محمد ..
فقال الصليبي : كلا ..بل هذا الكلب عزيز النفس ..رآني أشير فظن أني أريد أن أضربه ..
ثم عاد لسب النبي صلى الله عليه وسلم بوقاحه أشد مما كان ..
عندها قطع الكلب رباطه ..
ووثب على عنق الصليبي ..
وقلع زوره في الحال ..
وثب الكلب بعد أن فقطع رباطه ، ووثب على عنق الصليبي ، وقلع زوره في الحال ..
فمات من فوره ..
فأسلم نحو من أربعين ألفاً من المغول ..
غارت وغضبت الكلاب ..
فأين غضبتنا ؟؟!!..
اشتاقت لك ..
الجمادات ..
والأشجار ..
يا حبيب الله ..
فأين أشواقنا ؟؟!!..
كان الحسن البصري رحمه الله إذا سمع حديث بكاء جذع النخله على فراق النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول :
يا معشر المسلمين الجماد والجذع يحنا إلى رسول الله ..
الجماد والجذع يحنوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أفلا تحنون أنتم إلى ذكراه !!!..
كان صلى الله عليه وسلم دائماً يقول لأصحابه :
( اشتقت لأخواني )..
( اشتقت لأخواني ) ..
فيقولون : ألسنا أخوانك ؟!..
قال :
( بل أنتم ..
أصحابي ..
أما أخواني ..
فهم الذين ..
آمنوا بي ..
وصدقوا بي ..
واتبعوني ..
ولم يروني )..
فماذا عسانا أن نقول له إذا ورد الناس حوضه وقال لنا :
استهزئوا بي ..
وشتموني ..
وآذوني ..
فماذا فعلتم دفاعاً ..
عني ..
وعن عرضي !!!..
يا ولاة الأمور ..
يا ولاة الأمور هذه فرصتم إن أردتم عز الدنيا وشرف الآخره ..
لا يكن أهل الكرة أكرم عليكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ألستم حماة العقيده والدين فها هو باب الثرى فتح لكم على مصراعيه كما نصره الفيصل رحمه الله والشرفاء من قبله ..
أليس محمد صلى الله عليه وسلم قد نشأ وترعرع وانطلق بدعوته من هذه الأرض المباركه ومات فيها وأنتم خدَّام مسجده فأين غضبتكم لله ورسوله ..
العالم كله ينتظر منكم موقفاً يعيد للأمه كرامتها التي داسوها تحت الأقدام ..
قسماً بالذي لا دين إلا دينه ..
وقسماً بالذي محمداً رسوله ..
لن يقر لنا قرار ..
و يهدأ لنا بال ..
حتى يُطرد سفيرهم من أرضنا ..
وسفير النرويج الكافر الآخر ..
لن نرضى إلا ..
بقطع العلاقات ..
وإيقاف المبادلات التجاريه ..
حتى يتأدب غيرهم ..
وهذا أقل واجب نقدمه للدفاع عن ..
ابن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه ..
لن نقبل ..
باعتذار من الصحيفة الفاجره ..
ولا باعتذار من كلبة الروم ..
ورئيس وزرائها ..
-ألا لعنة الله عليهم أجمعين -..
سببتم رسول الله أف لدينكم فإني وإن عنفتموني لقائل أطعناه لم نعدله فينا بغيره | وأمركم السيء الذي كان غاويا فداً لرسول الله أهلي ومالي شهاباً لنا في ظلمة الليل هاديا |
الأيام بيننا ..
يا عبّاد الصليب ..
الأيام بيننا ..
يا عبّاد الصليب ..
وسنرى ..
من تكون له العاقبه ..
ومن الذي يضل سعيه في الدنيا والآخره ..
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً}.
وقال الله : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }..
فكل من ..
شنأه ..
أو بغضه ..
أو عاداه ..
فإن الله ..
يقطع دابره ..
ويمحق عينه وأثره ..
أليس الله هو الذي قال { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} ..
و { اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }..
لكن الله أراد أن ..
يبتلينا بصدق محبتنا لنبينا ..
فماذا نحن فاعلون ؟؟!!..
ولله ماذا نحن قائلون ؟؟!!..
لا نريد عواطف ..
لا نريد دموع ..
شبعنا من هذا ..
نريد ..
صدقاً في المحبه ..
نريد ..
صدقاً في الاتباع ..
لا عذر لأحد ..
لا عذر لأحد ..
والدين النصيحه ..
لله ..
ولرسوله ..
ولولاة أمر المسلمين ..
من كان يحب ..
الله ..
ورسوله ..
فلا يبتين الليله إلا هناك ..
مطلبنا ..
لا يبقى سفيرهم ..
وسفير النرويج ..
ساعه واحده ..
في أرض محمد صلى الله عليه وسلم ..
من كان يحب ..
الله ..
ورسوله ..
فلا يبتين الليله إلا هناك ..
وأهل النيجر ..
الفقراء ..
الضعفاء ..
ليسوا بأشجع منا ..
فقد طردوا سفير الصهاينه ..
لا تعتذر ..
لا تعتذر ..
بمدرسه ..
أو اختبارات..
فالذود عن نبينا ..
أغلى من كل شيء ..
هو ..
مستقبلنا ..
هو ..
حياتنا ..
لا تعتذر ..
بوظيفه ..
أو مهمات ..
فهو دنيانا ..
وهو آخرتنا ..
اليوم ..
نعرف ..
الصادق ..
من الكاذب ..
اليوم ..
نعرف ..
الصادق ..
من الكاذب ..
ما رأيناك يا حبيب القلوب ..
ما رأيناك يا حبيب القلوب ..
ويا طبيبها ..
ولكن ..
يعلم الله ..
كم تشتاق الأنفس للقياك ..
ووالله الذي لا إله إلا هو ..
لأنت ..
أحب إلينا من ..
أنفسنا ..
ووالدينا ..
وأهلينا ..
والناس أجمعين ..
فداً لك من يصبر عن فداك أروح وقد ختمتُ على فؤادي إذا اشتبكت دموع في خدود | فما شهم إذاً إلا فداك بحبك أن يحل به سواك تبيّن من بكى ممن تباكى |
إنَّ أحب الأسماء المناداه لنا حين يُقال لنا :
يا أمة محمد ..
إنَّ أحب الأسماء المناداه لنا حين يُقال لنا :
يا أمة محمد ..
وحين نُنادى بها نقول :
لبيك لبيك ..
لبيك يا رسول الله ..
والخبر ..
ما سيرى أولئك القوم ..
لا ما يسمعون ..
فالشباب ..
والشيب ..
والنساء ..
والأطفال ..
متعطشون ..
للذب ..
عنك ..
وعن عرضك ..
وعن التراب الذي وطأته قدميك ..
وسيعلم أولئك ..
أنك تركت رجالاً ..
وسيعلم أولئك { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } ..
نحن ..
لا نحتاجهم ..
ولا نحتاج أبقارهم ..
ولا حليبهم ..
وزبدتهم ..
هم يحتاجوننا ..
قاطعوهم - قطعهم الله -..
ولا تكن المقاطعه ..
ليوم ..
أو لأيام ..
بل ..
أبداً ما حيننا ..
لسان حالنا ..
ما قال إبراهيم عليه السلام ومن معه لقومهم :
{ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } ..
يا ..
تجارنا ..
لا تخذلونا ..
يا ..
أهل الصحف والجرائد والمجلات ..
لا تخذلونا ..
يا ..
أهل الشاشات والقنوات ..
لا تخذلونا ..
يا ..
ولاة الأمور ..
يا ..
ولاة الأمور ..
يا خُدَّام الحرمين ..
لا تخذلوا أمة محمد ..
ولا تخونونها في الله وفي نبيها ..
فليكن ..
ولاؤنا ..
لله ..
ورسوله ..
والبراءه ..
من أعداء الله ..
وأعداء رسوله ..
عباد الله ..
إنَّ الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ..
وثنى بملائكته المُسبحه بقدسه فقال جل من قائل { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ..
اللهم ..صلي ..وسلم ..وبارك على ..
حبك ..وصفيك ..وخليلك ..
محمد ..
وعلى آله ..وصحبه ..
اللهم اجز عنا محمداً خير ما جزيت نبي عن أمته ..
اللهم لا تحرمنا رؤيته ..
واتباع سنته ..
ونصرة دعوته ..
اللهم أوردنا حوضه ..
واسقنا من يده ..
ولا تفرق بيننا وبينه ..
حتى تُدخلنا مدخله ..
اللهم انصر دينك ، وكتابك ، وسنة نبيك ، وعبادك الموحدين ..
اللهم من تطاول على نبينا بقول أو برسم ..
فأخرس لسانه ..
وشلّ أركانه ..
واجعله عبرة للآخرين ..
اللهم وفق ولاة الأمور ..
لنصرة الإسلام ونصرة المسلمين ..
اللهم اجمع كلمتهم على الحق يا ربّ العالمين ..
آن الأوان..
آن الأوان أن لا تأخذنا في الله لومة لائم ..
آن الأوان أن لا تأخذنا في الله لومة لائم ..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك ..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك ..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك ..
الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك ..
اللهم انصرهم في العراق ، وفي فلسطين ، وفي الشيشان ، وفي كشمير ، وفي أفغانستان ، و السودان ، وفي أوغادين ، وفي كل مكان ..
اللهم كن لهم عوناً ونصيرا ، ومؤيداً وظهيرا..
اللهم فك أسرانا ، وفك المعتقلين ..
وفك أسرنا يا ربّ العالمين ..
عباد الله ..
{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..